بســــ آللهـ آلرحمنـ آلرحيمـ ــــم
آلـ ـسلآـم ـع ـلـيكمـ ورحمهـ اللـ ـه وـبـركآتـ ـه
قال تعالى:
{مَنْ كَانَ يُرِيدُالْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُـــــــــــمْ فِيهَاوَهُـــــــــــمْ فِيهَا لا يُبْخَسُونَ
أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُــــــــــمْ فِي الْآخِرَةِإِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوايَعْمَلُونَ} [ سورة هود آية: 15-16
قال العلامة الشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ - رحمه الله تعالى-
في " فتح المجيد شرح كتاب التوحيـــــــــــــــــــــــــــد " (307 - 308) :
" سئل شيخنا المصنف
[يعني الإمام محمد ن عبدالوهاب مصنف كتاب التوحيد ]-
رحمه الله- عن هذه الآيــــــــــــة فأجاب بما حاصلــه:
ذكر عن السلف فيها أنواع مما يفعلــــــــــــه الناس اليوم ولايعرفون معناه :
فمن ذلك:
العمل الصالح الذي يفعله كثير من الناس ابتغاء وجـــه الله:
من صدقة وصلاة، وصلة وإحسان إلى الناس، وترك ظلم،ونحو ذلك مما يفعله الإنسان أو يتركه خالصا لله، لكنــــه لايريد ثوابـــــه في الآخرة،
إنمايريد أن يجازيــــه الله بحفظ ماله وتنميتـــه، أو حفظ أهلـه وعياله، أو إدامة النعمة عليهـــــــــــم، ولا همة له في طلب الجنة والهرب من النار، فهذايعطى ثواب عمله فيالدنياوليس لـــــــــــه في الآخرة من نصيب.
وهذا النـــــــوع ذكره ابن عباس.
النوع الثاني:
وهو أكبر من الأول وأخوف، وهو الذي ذكره مجاهد في الآيــــة أنها نزلت فيه: وهوأن يعمل أعمالا صالحـــة ونيتــــه رياء الناس، لا طلب ثواب الآخــــــرة.
النـــــــــــوع الثالث:
أن يعمل أعمالا صالحة يقصــــــــــد بها مالا، مثل أن يحج لمال يأخـــذه أو يهاجر لدنيا يصيبها، أو امرأة يتزوجها، أو يجاهــــد لأجل المغنم،
فقد ذكر أيضا هذا النوع فبتفسيرهــــذه الآية، كما يتعلـــم الرجل لأجل مدرسة أهله أو مكسبهـــــم أو رياستهــم، أو يتعلم القرآن ويواظب على الصلاة لأجــــل وظيفة المسجد، كما هو واقع كثيرا.
النوع الرابع:
أن يعمل بطاعــــة الله مخلصا في ذلك لله وحده لا شريك له، لكنـــه على عمل يكفّره كفرا يخرجه عن الإسلام، مثل اليهود والنصارى إذا عبدوا الله، أو تصدقوا أو صامواابتغاء وجــــــه الله والدار الآخرة، ومثل كثير من هذه الأمة الذين فيهـــــم كفر أو شرك أكبريخرجهم من الإسلام بالكليـــــة،
إذا أطاعوا الله طاعة خالصة يريدون بها ثـــواب الله في الدار الآخرة، لكنهـــــــــــم على أعمال تخرجهم من الإسلام وتمنع قبول أعمالهــــم، فهذا النـــــــوع أيضا قد ذكر في هذه الآية
عن أنس بن مالك وغيره
وكان السلف يخافون منها، فقال بعضهــــم: لو أعلم أن الله تقبل مني سجدة واحدة لتمنيت الموت؛
لأن الله تعالى يقول: {إِنَّمَايَتَقَبَّـــــلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ} [1]
ثم قــــــــــــال:
بقي أن يقال: إذا عمــــــــل الرجل الصلوات الخمس والزكاة والصـــوم والحج ابتغاء وجــــه الله، طالباثواب الآخرة، ثم بعـــــد ذلك عمل أعمالا قاصدا بها الدنيا، مثل أن يحج فرضـــه لله، ثم يحج بعده لأجــــل الدنياكما هو واقع، فهو لما غلب عليـــه منهما.
وقد قال بعضهــــــــــــم:
القرآن كثيرا ما يذكر أهل الجنة الخلّص وأهل النار الخلص، ويسكت عن صاحب الشائبتين، وهو هـــــــذا وأمثاله "