السلام عليكم
بقلم: حسين أحمد حسين
تتأهَّب الكرة الأرضية لحدث جلل يعيد للأمة الإسلامية مكانتها ومجدها،ويتبوأ فيه المسلمون صدارة الأمم ويكونون بحق خير أمة أخرجت للناس؛ ففي لوقت الذي تبدأ فيه دول عظمى في التراجع والانهيار تقوم الثورات العربية بتشكيل المنطقة من جديد نحو التقدم والحرية، وخلع طوق التبعية، والعودة إلى دينها وتقديم مصلحتها الدنيوية والأخروية.
ففي أوروبا تفاقمت أزمة البنوك للديون السيادية، وارتفعت نسبة المديونية بنسب وصلت إلى 160% من إجمالي الناتج المحلي في اليونان، و120% في إيطاليا، رغم أن اتفاقية الاتحاد الأوروبي تشدِّد على ألا تتجاوز تلك النسبة 60% لكل دولة، ولكن النسبة ارتفعت؛ لدرجة أنها وصلت في المتوسط إلى 85% من إجمالي الناتج المحلي لمنطقة اليورو؛ مما ينبئ بعدم قدرة تلك الدول على السداد، وخصوصًا للقطاع البنكي.
ومن الواضح أن انعكاسات هذه الأزمة على الاقتصاد العالمي كانت قويةً، وهذا يتضح من خلال تراجع الأسواق المالية وتذبذبها بشكل كبير، وافتقاد الثقة باقتصاديات تلك الدول، خصوصًا مع تراجع معدلات النمو، وازدياد معدلات البطالة في أمريكا وأوروبا، وارتفاع معدلات التضخم، إن هذه المؤشرات الثلاثة: تراجع أسواق الأسهم، والبطالة، ومعدلات التضخم، هي واقعية تسبق الانهيارات الكبيرة في الاقتصاديات وتنبئ بانعكاسات خطيرة على الاقتصاد العالمي إذا لم تجابه بحلول قوية وسريعة، وهذه المؤشرات تعتبر جميعها عالية في أمريكا وأوروبا وآسيا وغيرها من دول العالم؛ مما يشير إلى مخاطر عالية وعدم استقرار يشكل مخاوف ما زالت قائمة حتى الآن.
ويبدو أن أهم الأسباب التي أدت إلى الأزمة الأوروبية هي تداعيات أزمة الرهن العقاري الأمريكي، خصوصًا أن هذه الأزمة قد فتحت آفاقًا جديدةً لإعادة النظر إلى قدرة البنوك الائتمانية وجودة الأصول الأمريكية والأوروبية لمعرفة المعاملات المحاسبية التي تمت بشكل خاطئ.
أما في أمريكا فقد أكدت مؤسسة "فيتش" للتصنيفات الائتمانية أن البنوك الأمريكية على شفا حفرة من الدخول في أزمة حقيقية؛ بسبب استمرار أزمة الديون الأوروبية، محذرةً من مغبَّة عدم إيجاد حلول منطقية ومنظمة لأزمة الديون الأوروبية"؛ الأمر الذي سينعكس سلبًا على أداء البنوك الأمريكية؛ مما قد يعيد إلى الأذهان مشهد تضرر البنوك الأمريكية خلال الأزمة المالية العالمية في 2008م.
وقد وصفت المؤسسة في البيان الصادر عنها المخاطر التي تتعرَّض لها البنوك الأمريكية بـ"المخاطر الحقيقية"، في حال استمرار أزمة الديون في أوروبا، وانتشار العدوى إلى دول أوروبية عديدة على أطراف القارة العجوز، علمًا بأن البنوك الأمريكية أعلنت مؤخرًا عن رفع تكاليف الخدمات المصرفية على العملاء؛ لتصبح الخدمات المقدمة للعملاء مدفوعة الأجر بدلاً من كونها مجانية.
وبذلك فإن البنوك الأمريكية تسعى إلى رفع مستوى أرباحها؛ نظرًا لكونها تعاني من جرَّاء استمرار تبعات الأزمة المالية العالمية على الاقتصاد الأمريكي؛ الأمر الذي دفع بنك "سيتي" للإعلان عن نية الاستغناء عن 3 آلاف وظيفة، في مسعى من البنك لتخفيض التكاليف، ورفع مستويات الربح.
وفي مقابل هذا التراجع الكبير للعملاق الغربي، فإن المارد الإسلامي في طريقه إلى الاستيقاظ من غفوته، وعودة مكانته؛ ففي بلاد الربيع العربي التي بدأت بتونس، أفرزت نتائج انتخابات المجلس التأسيسي عن فوز حركة النهضة التي ظلت محظورةً من النشاط السياسي لمدة فاقت 3 عقود بالمركز الأول بفارق بعيد عن كل الأحزاب السياسية، وهو ما مكَّن أمينها العام حمادي الجبالي من حجز كرسي رئاسة الحكومة بصفة مبكرة، وأقرت كل الأحزاب السياسية الفائزة في الانتخابات أن ذلك من حق الحركة- ذات المرجعية الإسلامية- بعد تمكنها من الفوز بأغلبية الأصوات (89 مقعدًا من بين 217 مقعدًا مجموع أعضاء المجلس التأسيسي).
وفي مصرنا نبتهل إلى الله عز وجل شكرًا بعد أن وفق الإخوان لحصد أكثر من 40% من مقاعد الجولة الأولى للانتخابات، ونحمده تعالى أن وفق الإسلاميين لأكثر من 20% من المقاعد، ونمد أيدي الضراعة إلى الله عز وجل في الجولتين الباقيتين أن يتم علينا النعمة بانتخابات نزيهة تعبِّر عن إرادة الأمة، التي تحب دينها وتعمل على رضا ربها وتسعى لتحكيم شريعته، كما ندعوه عز وجل أن يكمل فرحة إخواننا في ليبيا بانتصار إرادة شعبه وتحقيق أمانيه، وفي اليمن التي في طريقها لحقن دماء أبنائها وتحقيق مرادها، وكذلك في سوريا التي يعني نجاح ثورتها الكثير لأبناء العالم الإسلامي.
ولا يقتصر نجاح الثورة في سوريا على أبنائها فحسب، وإنما يمتد أيضًا إلى أعدائها الذين عرفوا قيمة ثورتها وتأثيرها فيهم؛ فقد حذر الجنرال عاموس جلعاد، رئيس الهيئة الأمنية والسياسية بوزارة الحرب الصهيونية، بأن سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد سيترتب عليه حدوث كارثة تقضي على "إسرائيل"، وأرجع جلعاد ذلك إلى ظهور إمبراطورية إسلامية في منطقة الشرق الأوسط بقيادة الإخوان المسلمين في مصر والأردن وسوريا؛ تهدف لتصفية دولة "إسرائيل" ومحوها.
ونقلت إذاعة الجيش الصهيوني التصريحات التي أكد فيها جلعاد أن "إسرائيل" ستواجه كارثةً، وستصبح مهددةً دائمًا بالحرب مع الإخوان المسلمين في مصر وسوريا والأردن، إذا نجحت الثورة السورية الجارية منذ أشهر متواصلة في الإطاحة بنظام بشار الأسد الذي يمثل وجوده مصلحةً "لإسرائيل"، وأكد جلعاد أن "إسرائيل" شعرت بالأخطار التي تواجهها من عدة جهات، خاصةً في مصر؛ لهذا قررت أن تحسن علاقاتها مع تركيا، وتتحاشى القطيعة الدبلوماسية معها؛ حتى لا تضطر تل أبيب إلى محاربة المسلمين في عدة جبهات مفتوحة ستؤدي في النهاية إلى خسارتها بالتأكيد.
هذا ترتيب رباني يتم رسمه للكرة الأرضية؛ ليعود الإسلام معلمًا للبشرية، يسود فيها الحرية والعدالة والرحمة والاحترام بين الأنام، وسنندم جميعًا إن لم نسهم بمجهود أو مال أو وقت؛ لتكون كلمة الله هي العليا.
----------
:flower: منقووووووووول
بقلم: حسين أحمد حسين
تتأهَّب الكرة الأرضية لحدث جلل يعيد للأمة الإسلامية مكانتها ومجدها،ويتبوأ فيه المسلمون صدارة الأمم ويكونون بحق خير أمة أخرجت للناس؛ ففي لوقت الذي تبدأ فيه دول عظمى في التراجع والانهيار تقوم الثورات العربية بتشكيل المنطقة من جديد نحو التقدم والحرية، وخلع طوق التبعية، والعودة إلى دينها وتقديم مصلحتها الدنيوية والأخروية.
ففي أوروبا تفاقمت أزمة البنوك للديون السيادية، وارتفعت نسبة المديونية بنسب وصلت إلى 160% من إجمالي الناتج المحلي في اليونان، و120% في إيطاليا، رغم أن اتفاقية الاتحاد الأوروبي تشدِّد على ألا تتجاوز تلك النسبة 60% لكل دولة، ولكن النسبة ارتفعت؛ لدرجة أنها وصلت في المتوسط إلى 85% من إجمالي الناتج المحلي لمنطقة اليورو؛ مما ينبئ بعدم قدرة تلك الدول على السداد، وخصوصًا للقطاع البنكي.
ومن الواضح أن انعكاسات هذه الأزمة على الاقتصاد العالمي كانت قويةً، وهذا يتضح من خلال تراجع الأسواق المالية وتذبذبها بشكل كبير، وافتقاد الثقة باقتصاديات تلك الدول، خصوصًا مع تراجع معدلات النمو، وازدياد معدلات البطالة في أمريكا وأوروبا، وارتفاع معدلات التضخم، إن هذه المؤشرات الثلاثة: تراجع أسواق الأسهم، والبطالة، ومعدلات التضخم، هي واقعية تسبق الانهيارات الكبيرة في الاقتصاديات وتنبئ بانعكاسات خطيرة على الاقتصاد العالمي إذا لم تجابه بحلول قوية وسريعة، وهذه المؤشرات تعتبر جميعها عالية في أمريكا وأوروبا وآسيا وغيرها من دول العالم؛ مما يشير إلى مخاطر عالية وعدم استقرار يشكل مخاوف ما زالت قائمة حتى الآن.
ويبدو أن أهم الأسباب التي أدت إلى الأزمة الأوروبية هي تداعيات أزمة الرهن العقاري الأمريكي، خصوصًا أن هذه الأزمة قد فتحت آفاقًا جديدةً لإعادة النظر إلى قدرة البنوك الائتمانية وجودة الأصول الأمريكية والأوروبية لمعرفة المعاملات المحاسبية التي تمت بشكل خاطئ.
أما في أمريكا فقد أكدت مؤسسة "فيتش" للتصنيفات الائتمانية أن البنوك الأمريكية على شفا حفرة من الدخول في أزمة حقيقية؛ بسبب استمرار أزمة الديون الأوروبية، محذرةً من مغبَّة عدم إيجاد حلول منطقية ومنظمة لأزمة الديون الأوروبية"؛ الأمر الذي سينعكس سلبًا على أداء البنوك الأمريكية؛ مما قد يعيد إلى الأذهان مشهد تضرر البنوك الأمريكية خلال الأزمة المالية العالمية في 2008م.
وقد وصفت المؤسسة في البيان الصادر عنها المخاطر التي تتعرَّض لها البنوك الأمريكية بـ"المخاطر الحقيقية"، في حال استمرار أزمة الديون في أوروبا، وانتشار العدوى إلى دول أوروبية عديدة على أطراف القارة العجوز، علمًا بأن البنوك الأمريكية أعلنت مؤخرًا عن رفع تكاليف الخدمات المصرفية على العملاء؛ لتصبح الخدمات المقدمة للعملاء مدفوعة الأجر بدلاً من كونها مجانية.
وبذلك فإن البنوك الأمريكية تسعى إلى رفع مستوى أرباحها؛ نظرًا لكونها تعاني من جرَّاء استمرار تبعات الأزمة المالية العالمية على الاقتصاد الأمريكي؛ الأمر الذي دفع بنك "سيتي" للإعلان عن نية الاستغناء عن 3 آلاف وظيفة، في مسعى من البنك لتخفيض التكاليف، ورفع مستويات الربح.
وفي مقابل هذا التراجع الكبير للعملاق الغربي، فإن المارد الإسلامي في طريقه إلى الاستيقاظ من غفوته، وعودة مكانته؛ ففي بلاد الربيع العربي التي بدأت بتونس، أفرزت نتائج انتخابات المجلس التأسيسي عن فوز حركة النهضة التي ظلت محظورةً من النشاط السياسي لمدة فاقت 3 عقود بالمركز الأول بفارق بعيد عن كل الأحزاب السياسية، وهو ما مكَّن أمينها العام حمادي الجبالي من حجز كرسي رئاسة الحكومة بصفة مبكرة، وأقرت كل الأحزاب السياسية الفائزة في الانتخابات أن ذلك من حق الحركة- ذات المرجعية الإسلامية- بعد تمكنها من الفوز بأغلبية الأصوات (89 مقعدًا من بين 217 مقعدًا مجموع أعضاء المجلس التأسيسي).
وفي مصرنا نبتهل إلى الله عز وجل شكرًا بعد أن وفق الإخوان لحصد أكثر من 40% من مقاعد الجولة الأولى للانتخابات، ونحمده تعالى أن وفق الإسلاميين لأكثر من 20% من المقاعد، ونمد أيدي الضراعة إلى الله عز وجل في الجولتين الباقيتين أن يتم علينا النعمة بانتخابات نزيهة تعبِّر عن إرادة الأمة، التي تحب دينها وتعمل على رضا ربها وتسعى لتحكيم شريعته، كما ندعوه عز وجل أن يكمل فرحة إخواننا في ليبيا بانتصار إرادة شعبه وتحقيق أمانيه، وفي اليمن التي في طريقها لحقن دماء أبنائها وتحقيق مرادها، وكذلك في سوريا التي يعني نجاح ثورتها الكثير لأبناء العالم الإسلامي.
ولا يقتصر نجاح الثورة في سوريا على أبنائها فحسب، وإنما يمتد أيضًا إلى أعدائها الذين عرفوا قيمة ثورتها وتأثيرها فيهم؛ فقد حذر الجنرال عاموس جلعاد، رئيس الهيئة الأمنية والسياسية بوزارة الحرب الصهيونية، بأن سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد سيترتب عليه حدوث كارثة تقضي على "إسرائيل"، وأرجع جلعاد ذلك إلى ظهور إمبراطورية إسلامية في منطقة الشرق الأوسط بقيادة الإخوان المسلمين في مصر والأردن وسوريا؛ تهدف لتصفية دولة "إسرائيل" ومحوها.
ونقلت إذاعة الجيش الصهيوني التصريحات التي أكد فيها جلعاد أن "إسرائيل" ستواجه كارثةً، وستصبح مهددةً دائمًا بالحرب مع الإخوان المسلمين في مصر وسوريا والأردن، إذا نجحت الثورة السورية الجارية منذ أشهر متواصلة في الإطاحة بنظام بشار الأسد الذي يمثل وجوده مصلحةً "لإسرائيل"، وأكد جلعاد أن "إسرائيل" شعرت بالأخطار التي تواجهها من عدة جهات، خاصةً في مصر؛ لهذا قررت أن تحسن علاقاتها مع تركيا، وتتحاشى القطيعة الدبلوماسية معها؛ حتى لا تضطر تل أبيب إلى محاربة المسلمين في عدة جبهات مفتوحة ستؤدي في النهاية إلى خسارتها بالتأكيد.
هذا ترتيب رباني يتم رسمه للكرة الأرضية؛ ليعود الإسلام معلمًا للبشرية، يسود فيها الحرية والعدالة والرحمة والاحترام بين الأنام، وسنندم جميعًا إن لم نسهم بمجهود أو مال أو وقت؛ لتكون كلمة الله هي العليا.
----------
:flower: منقووووووووول